بسم الله الرحمن الرحيم
يطيب لي أن أُرحب بكم من هذا الصرحِ العلمي ذات الريادة المعرفية ... ( كلية الزراعة - جامعةِ سومر ) ... فأبتدئ بالقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد انطلاقا من دستورنا الالهي الذي تطرزه ايات الكتاب المبين في قوله عز وجل:
{ يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير} (المجادلة 11)
ونحن نباشر مسؤوليتنا في هذه الكلية المعطاءِ نضعُ نصب اعيننا بالمقام الاول وتركيزنا على جودة التعليمِ والبحثِ العلميِّ وريادةِ الأعمالِ وتهيئةِ الخريجين من خلالِ تنميةِ مهاراتهم وقدراتهم على التعلم وتسليحهم بالمعرفةِ ؛ ليصبحوا قادة الوطنِ في المستقبل ، وتطمح كليتنا أيضا الى نشرِ المعرفةِ وتعزيزِها وتوسيع قاعدةِ الدراساتِ العلميةِ لمواكبةِ الجامعات الرائدةِ في الدولِ المتقدمةِ في جميع المجالات, والعملِ على المساهمةِ في الاكتشافاتِ والاختراعاتِ ، وإحياء حضارةِ سومر الإنسانية والتاريخ.
تحتاجُ كليتنا اليوم اكثر من اي وقت مضى إلى النهوض بالمسيرة التعليمية والبحثية وتنفيذ سياسة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ضمن البرنامج الحكومي الذي أعلنه معالي الوزير في بداية تسنمه الوزارة حيث ان الدور الملقى على كليتنا وقياداتها لا يقتصر على تزويد المجتمع بالخريجين ، بل يتعداه إلى اعتماد المعرفة كمحورِ أساس في عملية التعليم والتعلم وتبني المفاهيم الأساسية في جودة التعليم ، مثل : اكتساب المعرفة وإنتاجها ونقلها ، فضلا عن تعزيز ثقافة الابتكار والإبداع ، تلك هي الركائز الأساسية التي سنعتمدها في قيادة الكلية بالتعاون مع الجميع ؛ من أجل تكوين جيل جديد قادرٍ على العملِ في بناء القاعدة المعرفية ، هدفها الابتكارُ والتحديثُ الذي يفضي إلى نهضةِ العراق, وبناء على ما تقدم فإن كلية الزراعة - جامعة سومر أولت اهتماما كبيرا لتوفيرِ التربة الخصبةِ للابتكارِ والإبداعِ ، وذلك من خلالِ التركيزِ على نظُمِ التعليمِ النوعي ، والعمل على بناءِ القدرةِ الإبداعيةِ والإبتكارية للكلية, وتبني مجموعة متكاملة من السياساتِ التعليميةِ التي من شأنها تحقيق التحفيز على الابتكارِ للطلبةِ والباحثين والتدريسيين. وبرغم التحديات التي واجهت العراق بسبب الظروف الصعبة التي مر بها، كانت كليتنا، ومازالت تمثل التحدي الأكبر لأقسى الظروف، حيث وقفت شامخة متحدية كل الصعاب برغم قساوة الظروف التي عاشها العراق، إذ خرجت مئات من الطلبة المتميزين في مجال تخصصهم، ولم تتوقف عند هذا، بل لتسير على وفق خطى واثقة ومدروسة، في بناءِ الإنسان والمجتمع، من خلال شعارها الذي رفعته الجامعة في اعتماد الجودة دليل تقدم جامعتنا وفي خـِدمةِ المُجتمع، ، كما أنها تسعى الآن، إلى تقديم المزيد من خبراتها التي تراكمت عبر عمرها القصير، لمواكبة مجتمعنا العراقي ورفده بكافة التطورات العالمية، والإسهام في بناء العراق، و بناء الإنسان المبدع، والخلاق، من هنا فان كليتنا تؤكد أنها ستبقى حريصة كل الحرص، على مواكبةِ آخر التطورات الأكاديمية العالمية، والتواصل مع حافات العلوم، والتكنولوجيا المتقدمة عالميا، كي تبقى دوما نبراسا متوقدا، يشع العلم والفضيلة، ورفد الحياة، والمجتمع بالإنسان القادر على بناء الوطن وخدمته وتطوره، وتحقيق طموحات شعبه.
لقد تأسست كلية الزراعة- جامعة سومر في عام ( 2012 ) وتضم الآن قسمين علميين الانتاج الحيواني وعلوم التربة والموارد المائية ، وهي تسعى إلى التوسعِ والاستحداث في تنوع الاقسام واستحداث دراسات عليا في مجال التخصص الزراعي لمواكبة التطورِ العلمي وبما يؤهلها إلى أن تكون في مصافي الكليات الرصينة. نعلن للجميع التزام عمادة الكلية ومجلسها في الارتقاء بالكلية وتعزيز دورها في إنتاج المعرفة ونقل المهارات لخدمة المجتمع وترسيخ ثقافة الابتكار في بيئة العمل المؤسسي وإعداد طلبة متميزين في مجالات تخصصهم ، وكذلك العمل على نشر ثقافة العمل التطوعي والمساهمة في صنع القرار والنهوض بالواقع العلمي والبحثي من خلال تعميق دور الشراكة الوطنية والمؤسساتية والخدمية, وتعزيز واحترام القيم والتراث والتنوع الثقافي والتعددية والرأي الآخر وبما يجعل الكلية نواة للانطلاق في الميادين كافة ، الوطنيةِ والفكريةِ والعلمية ؛ لتكون حاضنة الإبداع والتقدم والعطاء لصناعة الإنسان المتميز, وأخيرا نقول لأهلنا في شمال محافظة ذي قار وقضاء الرفاعي مبارك التي اختطت الحرف الأول وشرعت المدنية والحضارة هذا الصرح العلمي المتمثل بجامعة سومر.
في خطوات متسارعة نحو تحقيق الرصانة العلمية اعتمدت جامعة سومر مبدأ أساسا ومنهاجا في التلاقح الفكري والعلمي تواصلا مع مستحدثات العلم والتكنولوجيا بالتوازي مع الجامعات الاخرى والمؤسسات العلمية الرصينة, فها هي تشق خطاها مسرعة عبر اندماجها وحضورها بشكل فعال في المحافل المحلية والإقليمية والدولية من مؤتمرات ودورات وورش عمل وبحوث ضمن معاملات التأثير العلمية الرصينة عبر وجود باحثيها ومشاركتهم بها في كل وحدب وصوب, واينما وجد قبس للعلم في هدف اساسي كانت نتائجه تصاعد ونمو كبير لنشر البحوث العلمية في المجلات العلمية الدولية المحكمة وعدد من براءات الاختراع وتسابقها في سعي محموم للدخول والتواصل مع تصنيفات الهيئات الدولية الجامعية ضمن مبدأ تفاعل الجامعة والمجتمع في سعيها لدعم مؤسسات الدولة ودعم سوق العمل العراقي وتبنيها رؤى متفردة في متابعة خريجيها وزجهم في مستوعباته, مع تبنيها لمشروع البرنامج الحكومي ومنذ انطلاقه في قطع خطوات اساسية وهامة لتنفيذه وفق محاور عمل وآليات تعتمد رؤية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالدخول في التصنيفات العالمية ومتابعة موقعها فيه وتحقيق الارتقاء لمتطلباتها مع العمل على توأمة الجامعة بمثيلاتها من الجامعات العراقية والعالمية الرصينة والمؤسسات العلمية الاكاديمية البحثية لتبادل الخبرات ومستحدثات العلوم في شتى الاختصاصات واعتماد نظام المقررات الدراسية, مع تفعيل الانجازات الحاصلة ضمن رؤى الجامعة لتنفيذ البرنامج الحكومي وإشاعة الاجواء الاكاديمية ورفع المستويات الاكاديمية العلمية, مما تقدم فقد حملنا مسؤولية كبيرة جميعا في الحفاظ على انجازات الجامعة والارتقاء بها بجهود الجميع مشتركة من تدريسي وموظفي وباحثي وطلبة بيتنا الاكبر جامعة سومر الحبيبة لتبقى رافدا تعليميا متميزا في أعداد الاجيال التي تنهل من سبل التكنولوجيا والعلوم الحديثة التي توفرها الجامعة بكوادرها التدريسية ذات المراتب العليا الى الطلبة خلال دراستهم ،عبر استخدام وسائل تعليمية مختلفة ذات صلة بالتقدم التكنولوجي التي منحت الفرصة للطلبة في تهيئة السبل الامثل للجوانب النظرية والعملية التطبيقية باعتماد الرصانة مما يؤهلهم لمنافسة اقرانهم في سوق العمل والحصول على الكفاءة و الجدارة, حيث ان توجهات وزارة التعليم العالي نحو تبني معايير الجودة والرصانة اتاح الفرصة لإرساء أسس المشاركة في بناء صروح تربوية وعلمية تليق بأصالة عراقنا الحبيب، وهذا ما جعل سعينا نحو التطوير المؤسسي جادا وحثيثا والذي لا يمكن ان نحققه الا بتكاتف ايادي هيئة التدريس والمساهمة الفاعلة لكادرنا الوظيفي كما نسعى إلى تحقيق فلسفة التعليم العالي على مستوى البلد ليكون ضمن الطموح المتحقق على أرض الواقع ، وذلك من خلال تلبية حاجة الدولة والمجتمع ، ورفدها بالتخصصات المختلفة العلمية والإنسانية .
أوجه تحياتي الخالصة إلى شركاء النجاح ملاك الكلية من معاوني العميد ورؤساء الاقسام العلمية وتدريسيين وموظفين وطلبة وهم يسابقون الزمن لجعل راية الكلية تطاول الرايات في سماء العلم والمعرفة . سأل الله تعالى أن يحفظ العراق عزيزا آمنا ، مشعا بالخير والعطاء والحضارة للإنسانية جمعاء .
واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين اولا واخرا والصلاة والسلام على رسوله واله دائما وابدا
عميد كلية الزراعة